مَن صلى أسبوعًا ثم تبيَّن له أن صلاته ليست إلى جهة القبلة

السؤال
صليتُ أنا وزوجي تقريبًا لمدة أسبوع قبل أن نكتشف أن القبلة غير صحيحة، فهل نعيد صلواتنا، أم ماذا نفعل؟
الجواب

هذه وزوجها اللذان صليا إلى غير القبلة لمدة أسبوع لا تخلو حالهم من أن يكونوا مقيمين، أو مسافرين:

- فإن كانوا مقيمين في بلاد المسلمين فبلاد المسلمين ليست محلًّا للاجتهاد، فبإمكانهم أن يسألوا وينظروا، ويخرج الزوج إلى أقرب مسجد وينظر في محرابه، أو يسأل مَن يوجِّهه إلى القبلة؛ لأن هذا غير متعسِّر وليس بصعب.

ولو قُدِّر أن الشخص ذهب ورأى محراب المسجد، وتأكَّد من جهته بهذا النظر، لكنه عندما عاد إلى بيته أخطأ في تقدير أن هذه الجهة هي الموافقة للقبلة، ثم اكتشف بعد ذلك أنه مخطئ، فهنا تلزمه الإعادة؛ لأنه فرَّط، وفي بعض الحواري من البلدان تكون اتجاهات شوارعها متعاكسة ومائلة، فمهما اجتهدتَ وذهبتَ للمسجد ورجعتَ ففي الغالب أنك لا تضبط، وفي مثل هذه الحالة عليهم أن يجتهدوا؛ لأن المسألة ليست محل اجتهاد وهم في بلد، فعليهم أن يجتهدوا حتى لو اقتضى الأمر أن يُوقظوا صاحب البيت أو الجار ويسألوه عن الجهة.

- أما إذا كانوا في بريَّة ولا يعرفون العلامات واجتهدوا أن يصلوا إلى القبلة فبانت صلاتهم إلى غيرها، فهؤلاء صلاتهم صحيحة.

ويظهر -والله أعلم- أن المسافر في بلاد غير المسلمين -التي لا يوجد فيها مساجد ولا محاريب إسلامية يمكن أن يُعمَل بها، ويصعب أن يَجد من يوجِّهه إلى القبلة- أن حكمه حكم المسافر في البراري والقفار، فمثل هؤلاء إن أمكن أن يتوصَّلوا إلى ذلك عن طريق الآلات: البوصلة ونحوها، أو يسألوا أحدًا يوجِّههم إن وجدوا مسلمًا أو وجدوا مَن يعرف، فهو أفضل من اجتهادهم الذي لا ينبني على شيء، وإن صلوا في هذه الحالة أي: في حالة ما إذا لم يجدوا وهم في بلاد الكفار ولم يَصِلوا إلى حقيقة الأمر، فالذي يظهر -والله أعلم- أن حكمهم حكم مَن كان في البر؛ لأن النتيجة واحدة: ليس عندهم مَن يُوجِّههم ولا مَن يُرشدهم إلى القبلة، وليس لديهم محاريب إسلامية يعملون بها، والله أعلم.