كيفية الجمع بين دروس الجامعة ودروس المساجد

السؤال
نحن طلاب جامعة من خارج هذه المنطقة، وإذا اشتغلنا بدروس المساجد انشغلنا عن دروس الجامعة، وإذا اشتغلنا بدروس الجامعة انشغلنا عن دروس المساجد، فكيف نجمع بينهما؟ أم أن الأفضل أن نكتفي بدروس الجامعة؟
الجواب

هذه الجامعة لا تخلو:

- إما أن تكون جامعة شرعية، فدروسها تخدم دروس المسجد، ودروس المسجد تخدم دروسها، ولا يتميَّز في الجامعات في الكليات الشرعية إلا طلاب المساجد.

- أما إذا كانت الجامعة غير شرعية، تُدرِّس علوم الدنيا من طبٍّ أو هندسةٍ -مثلًا- أو غيرهما، فمثل هذا يُعنى بما هو بصدده، وهو مأجور على ذلك -إن شاء الله تعالى- بالنية الصالحة، ومع ذلك يقرأ ما يناسبه من الكتب التي أُلِّفتْ لأمثاله بالأساليب الميسَّرة التي تناسب طلاب العلم غير الشرعي؛ لأن طلاب العلم الشرعي لهم أساليب يُمرَّنون عليها، فالكتاب كلما كانت عبارته أدق وأصعب وأعمق كان تأثيره في طالب العلم أقوى، فطلاب العلم الشرعي هؤلاء لا بد أن يُمرَّنوا على هذه الكتب، فلا أُقيم دورةً علميةً وأُحضر مشايخَ، وأقول لهؤلاء المشايخ: (درِّسوا مؤلفاتكم) كما وُجد في بعض الدورات، فمؤلفات هؤلاء المشايخ -على جلالتهم وعظم قدرهم ونفع مؤلفاتهم- أُلِّفتْ بأسلوب العصر، فطالب العلم وهو جالس يرشف الشاي يقرأ هذه الكتب وهو مرتاح، لكن مرِّن طلاب العلم على الكتب التي أُلِّفتْ لهم؛ ليكون طالب العلم قد تأهَّل لفهم ما فوقها، وليكون طالب العلم إذا انفرد في بلدٍ من البلدان وليس عنده مَن يسأله ويحلُّ له الإشكالات يستطيع بنفسه أن يحل الإشكالات.