حج مَن علم برؤية هلال ذي الحجة على خلاف إعلان الجهات الرسمية

السؤال
ذكر لي بعض الإخوة أنه رأى هلال شهر ذي الحجة يوم الثلاثاء الماضي، أي أن الشهر السابق تسعة وعشرون يومًا، وبالتالي يختلف يوم عرفة، وأنا أريد الحج هذا العام، وأنا في حيرة من أمري، بعد هذا الخبر الذي بلغ التواتر، فماذا أفعل؟
الجواب

كيف بلغ التواتر؟ هذا إذا كان رأى الهلال ولم يتقدَّم بشهادته، فهذا غاش لنفسه ولغيره، فالواجب عليه أن يتقدَّم بشهادته، والمسؤولون عن دخول الأشهر، ومراقبة الأهلة، وإثباتها إثباتًا شرعيًّا، إذا لم يتقدَّم لهم أحد بالشهادة فما عليهم إلا أن يعملوا بالنصوص الشرعية التي تقتضي إكمال الشهر، ومادام ما تقدَّم لهم أحد يشهد بأنه رأى الهلال، وهو عدل ثقة، فما عليهم إلا أن يُكملوا الشهر، فإجراؤهم شرعي، وكون الهلال مرتفعًا أو كونه كبيرًا، كل هذا لا أثر له، والمعوَّل على الشهادة، فإن وُجد مَن يشهد بأنه رأى الهلال ممن تُقبل شهادته لزم دخول الهلال، وعُمل بمقتضاه، وإن لم يتقدَّم إلى الجهات التي أُنيط بها هذا الأمر مَن يشهد، فما يُدريهم عن الناس وما في أنفسهم؟ وقد كرَّروا الإعلان، وطلبوا مرارًا من المسلمين، ومَن مَنَّ الله عليه بنعمة حدة البصر، أن يتبرَّع وأن يحتسب لترائي الهلال، ومع ذلك ما جاءهم أحد، فكمَّلوا الشهر، وهذا إجراء شرعي، فكونه مخلوقًا وموجودًا ليلة الثلاثاء في السماء، ولم يشهد به أحد، أو حال دون رؤيته غيم -مثلًا-، فالإجراء الشرعي أن نُكمل الشهر.

والهلال كلنا رأيناه في الليلة التي قرَّروا أنها ليلة واحد، ولا أذكر أني رأيتُه من قبل ولا ليلة اثنين، فقد كان كبيرًا ومرتفعًا، ولكن لا يكفي، ولا يدخل الشهر إلا برؤية تقوم بها شهادة. وقد جاء ما يدل على انتفاخ الأهلة في آخر الزمان.

وعلى كل حال إذا حججتَ في هذا العام، ووقفتَ على حسب ما قُرِّر شرعًا من قِبل أهل العلم الذين تبرأ الذمة بتقليدهم، ووقف الناس في هذا اليوم، فحجك صحيح، ولو وقفتَ في العاشر في حقيقة الأمر.