حضور غير المستقيم مجالس العلم، وخشيته بذلك من النفاق

السؤال
أنا شاب غير ملتزم، وأحضر المحاضرات والدروس العلمية، وأجد حرجًا من ذلك، فهل يعتبر ذلك من المتناقضات، ويدخل في النفاق؟ وهل أترك طلب العلم، أم أستمر؟
الجواب

التَّرك ليس بحل، وهذا نظير طلاب العلم الذين يقولون: (عجزنا عن تصحيح النية، فهل نترك؟) نقول: لا، الترك ليس بحل، بل عليك أن تجاهد نفسك، وتسعى لتصحيح نيتك، وإذا علم الله منك الصدق أعانك، ويُؤثر عن بعض المتقدمين أنهم طلبوا العلم لغير الله، فأبى إلا أن يكون لله، لكن ما يُستدرج في مثل هذا الكلام حتى تأتي المنية والإنسان عاجز عن تصحيح نيَّته؛ لأن العلم عبادة محضة، لا يجوز فيه التشريك، وأول مَن تُسعَّر بهم النار يوم القيامة ثلاثة: منهم العالم الذي أطال في التحصيل وفي تعلُّم العلم وتعليمه، ثم يُؤتى به ليحاسب، فيقال له: ماذا فعلتَ؟ فيقول: رب تعلَّمتُ العلم وعلَّمتُه الناس، فيقال: كذبتَ، إنما تعلَّمتَ ليقال: عالم [يُنظر: مسلم: 1905]، فهذا من الثلاثة الذين هم أول مَن تُسعَّر بهم النار يوم القيامة.

وهذا الشخص الذي يلاحظ على نفسه بعض المخالفات، عليه أن يُقلع عنها، وخير ما يُعين على التحصيل التقوى، {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ} [البقرة: 282]، والمخالفات نقيض التقوى؛ لأن التقوى فعل الأوامر واجتناب النواهي، فمما يُعين على الحفظ ترك المعاصي والمنكرات.

شكوتُ إلى وكيعٍ سوءَ حفظي            .

 

فأرشدني إلى تركِ المعاصي           .

وقالَ: اعلمْ بأنَّ العلمَ نورٌ                 .

 

ونورُ الله لا يُؤتاهُ عاصي            .