الانشغال في نهار رمضان بالطاعات والعبادات، وفي ليله بالمسلسلات والأغاني

السؤال
مشكلتي أني في نهار رمضان أفعل الطاعات والعبادات، وأقرأ جزأين من القرآن الكريم، ولكن في المساء أهدم كل ما بنيتُ بالنظر إلى المسلسلات، وسماع الأغاني، فأرجو منكم إفادتي ونصيحتي، وماذا أفعل؟
الجواب

ماذا تفعل؟! الظاهر ما يحتاج إلى جواب هذا! لا تنظر إلى مسلسلات، ولا تسمع أغاني، ولا تلفظ بمحرَّم، وحينئذٍ تحافظ على صيامك، أما أن تخرق هذه الجُنَّة التي يسَّرها الله لك، فالصيام جُنَّة تتَّقي بها ما يسؤوك في الدنيا والآخرة، ثم تخرقها أنت، فهذه مشكلة، وهذا مثل المُفلس، والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: «أتدرون ما المُفلس؟» قالوا: المُفلس فينا مَن لا درهم له ولا متاع، فقال: «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيتْ حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطُرحتْ عليه، ثم طُرح في النار» [مسلم: 2581]، فيُفلس بعد أخذهم من الحسنات، ولا يبقى له شيء من حسناته، وإن فنيتْ حسناته قبل أن يُقضى ما عليه في المقاصَّة فإنه يُؤخذ من سيئاتهم، ثم تُطرح عليه، ثم يُطرح في النار، نسأل الله السلامة والعافية.

فعلى الإنسان إذا اكتسب حسنات أن يحافظ على هذه الحسنات، ومن نعم الله -جل وعلا- أنه لا يستطيع أحد أن يأخذ من حسناتك شيئًا أبدًا، لكن عليك أن تحافظ عليها أنت، فالأموال ينتابها ما ينتابها من الضياع، ومن الربح، ومن الخسران، ومن السطو، ومن النهب، ومن السرقة، ومن غيرها، لكن الأعمال الصالحة -رصيد الآخرة- لا يستطيع أحد أن يأخذ منها شيئًا، إلا بفعلك أنت، فإذا أنت فرَّطتَ فإنه حينئذٍ يأتي فيها المُقاصَّة.