العمل إذا احتمل الفعلُ العلَّةَ التعبديَّة والعلَّةَ الظاهرة

السؤال
إذا دار الأمر بين القول بأن هذا الفعل علَّته تعبُّدية، وبين القول بأنه معلَّل بعلَّة ظاهرة، فعلى أيهما يُحمل؟
الجواب

إذا ظهرت العلَّة وكانت العلَّة بالفعل علَّة مؤثِّرة، وأهل العلم إنما يلجؤون إلى القول بأن العلَّة فيه محض التعبُّد إذا خفيت العلَّة الظاهرة، أما إذا أمكنت العلَّة الظاهرة المؤثِّرة فإنهم لا يقولون بالتعبُّد.

والتعبُّد في جميع التكاليف، والإنسان إنما خُلق للعبوديةِ والتعبُّدِ لله -جل وعلا- على مراده، وعلى ضوء ما جاء عنه، وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام-، فالتعبُّد قاسم مشترك للجميع، لكن من الحِكَم والعلل ما يمكن أن يُدركه المكلَّف، ومنها ما لا يُدرَك، فالذي يُدرَك معلَّل، والذي لا يُدرَك تعبُّد، وقد يكون في هذا التعبُّد الذي لم يُدركه فلان من الناس ما يُدركه غيره، فالإدراك وعدمه أمور نسبيَّة.