التعامل مع الطالب الذي يَشق عليه الحفظ جدًّا

السؤال
كيف يكون التعامل مع الطالب الذي يَشق عليه الحفظ جدًّا، لكنه في القراءة والتجويد متقن؟
الجواب

لا شك أن الطلاب يتفاوتون في الحفظ مِن جهة، وفي الفهم من جهةٍ أخرى، فبعض الطلاب تجد عنده الحافظة القوية، تُعطيه الورقة مِن القرآن ويحفظها في وقت يسير جدًّا، وبعضهم دون ذلك بحيث يحفظ نصف هذا المقدار، وبعضهم يشق عليه حفظ الآية الواحدة، فتبعًا لذلك يكون تكليف الطلاب بالحفظ على مستوى قدرتهم على الحفظ، فلا يجوز أن يُشَق على الطالب بحيث يَمل ويَترك، فيُعطَى أكثر مِن طاقته! إنما يُعطى القدر المناسب له، فمنهم الذي يُعطى ورقة، والذي يُعطى صفحة، والذي يُعطى خمس آيات، والذي يُعطى آية، كلٌّ على قدره وحسب طاقته وجهده، والتكليف بأكثر مما يُطيق لا شك أنه يعرِّض الطالب للانصراف وترك الدراسة وترك الحفظ، وإذا كان في قراءته وتلاوته وتجويده متقنًا يَشفع له ذلك بحيث يتدرج في الحفظ قليلًا قليلًا، ثم لا يَلبث أن يُكمل -إن شاء الله تعالى-، لكن لو أُعطي أكثر مما يستطيع وشق عليه ذلك، فهو مجرد تكليف له بما لا يُطيق، ويَحمله على ترك الحفظ، والحفظُ بالتدريج، والعلمُ بالتعلُّم، كما أن الحلم بالتحلُّم، فيُراعى في ذلك قدرات الطلاب، والله أعلم.