الأكل من الغداء المشتمل على الثوم والبصل

السؤال
أحيانًا عند الرجوع إلى البيت أجد الغداء فيه ثوم أو بصل غير مطبوخين، فهل أمتنع عن أكلهما؛ لقرب صلاة العصر أم آكل وأصلي في البيت؟ وإذا علمتُ أنه سيُطبخ مثل هذا الغداء فهل أمنع زوجتي عن صنعه؟
الجواب

أكل الثوم والبصل لمن يصلي في المسجد جاء المنع منه، والتشديد فيه، وسماهما النبي -عليه الصلاة والسلام- شجرتين خبيثتين، فمن أكل الثوم أو البصل فقد جاء فيه «فلا يقربن مسجدنا» [البخاري: 853 / ومسلم: 564]، وأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بإخراجه من المسجد [مسلم: 567]. وحينئذٍ لا يأكله إذا قَربت الصلاة إلا مطبوخًا، بأن يُمات بالطبخ، أما وهو نيء فلا يؤكل، وإن احتاج إليه كعلاج فإنه حينئذٍ يأكله؛ لهذه الحاجة، ويصلي في بيته ولا يصلي في المسجد.

وإذا أرادت الزوجة أن تضعه من غير طبخٍ ورائحتُه موجودة فعليه أن يمنعها، ويمتنع من أكله ويأكل من غيره، وإلا فالنبي -عليه الصلاة والسلام- أمر بإخراج مَن أكل الثوم والبصل من المسجد، فمثل هذا إن احتيج إليه فهو علاج، فيأكله للحاجة وللعلاج، وحينئذٍ يُعذَر بترك الجماعة، ولكن لا يَتخذ ذلك وسيلةً أو مبررًا لترك الصلاة في المسجد؛ لأنه أكل الثوم والبصل! فالله -جل وعلا- هو المطَّلِع على السرائر.