أهمية كتاب (رياض الصالحين)

السؤال
يقرأ الإمام علينا بكتاب (رياض الصالحين)، فما أهمية مثل هذا الكتاب، حيث إنه يردده دائمًا؟
الجواب

كتاب (رياض الصالحين) لأبي زكريا النووي من الكتب المباركة، وفيه أحاديث منتقاة من السنة، ومنتقاة بعنايةٍ وتحريرٍ ونظرٍ لحاجة الناس إلى هذه الأحاديث وهذه التراجم التي انتقاها من كتب السنة، والغالب فيها الصحيح، بل اشترط أن يكون من الأحاديث المقبولة، وليس فيها ضعيف -على نقده هو رحمه الله-، وإن كان فيها أشياء يسيرة تكلم فيها بعض أهل العلم، لكن الكتاب مناسب جدًّا لعامة الناس وخاصتهم، وجعل الله فيه من البركة ما جعل، فكثير من المساجد في بلدان المسلمين وأقطارهم يقرؤون في هذا الكتاب، وانتفع الناس به نفعًا عظيمًا.

وللنووي أيضًا كتاب اسمه (الأذكار)، وهو كتاب نفيس جدًّا، ونص النووي في شرحه لأوائل (البخاري) وفي بعض كتبه أنه لا يَستغني متديِّن عن مثله، فالأذكار لها شأن في الشرع، وجاءت في فضائلها نصوص كقوله تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} [الأحزاب: 35]، وقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: «سبق المفردون» [مسلم: 2676]، إلى نصوص كثيرة جدًّا في فضل الذكر، وهذا الكتاب اشتمل على كثير مما يطلبه المسلم في يومه، وفي سَنَته، وفي ليله، وفي نهاره، وفي استيقاظه، وفي نومه، وفي جميع حالاته وتصرفاته، فالنووي وُفِّق -رحمه الله تعالى- في تصنيف هذين الكتابين.

وإذا أراد الإمام القراءة على جماعة المسجد من كتابٍ غير كتاب (رياض الصالحين) فليقرأ في (الأربعين النووية)، وفي أحاديث الأحكام مثل: (بلوغ المرام)، فيردده على الجماعة؛ ليعرفوا أدلة المسائل الفقهية، ويُعلِّق عليها بتعليقٍ مختصر، أو يقرأ لمن كَتَب على هذه الأحاديث كتابةً مختصرة، كـ(خلاصة الكلام) للشيخ فيصل بن مبارك؛ لئلا يُطيل على العامة وهم لا يحتملون أكثر منه، -والله المستعان-.