تألم المسلم الصالح في سكرات الموت

السؤال
هل كل مسلم يُعذب ويتألم في سكرات الموت وإن كان تقيًا صالحًا يدعو الله آناء الليل وأطراف النهار أن يهوّن عليه سكراتِ الموت؟
الجواب

لا، ليس كل مسلم يُعذب ويتألم في سكرات الموت، بل منهم من يشدد عليه في هذا، والنبي -عليه الصلاة والسلام- تألم أثناء الموت وقال: «إن للموت سكرات» [البخاري: 6510]، ولكن ليُعلم أن هذا من جملة المكفرات، فإذا حصل فإنه تكفر به الذنوب، وأما من لم يحصل له شيء من ذلك فلا شك أن هذا من تيسير الله عليه، ويبقى أنه حُرم من هذا المكفر، والخيرة فيما يختار الله سبحانه وتعالى للعبد، كما أن النبي -عليه الصلاة والسلام- يوعك كما يوعك الرجلان منا «إني أوعك كما يوعك رجلان منكم»، فكون الإنسان ما يصاب بما يسوؤه في الدنيا من الأمراض وغيرها والهموم هذه ليست علامة ولاية ولا كرامة، بل كلما كثرت المصائب كان الأجر أعظم والتكفير للذنوب أكثر، كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يوعك كما يوعك الرجلان منا كما قال -عليه الصلاة والسلام- حيث قال له ابن مسعود: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكًا شديدًا؟ قال: «أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم»، قلت: ذلك أن لك أجرين؟ قال: «أجل» [البخاري: 5648]، فكلما زاد التعب وزادت المصائب على الإنسان كان تكفير الذنوب أكثر وكان رفع الدرجات أكثر، والله المستعان.