الاستحياء من السؤال عن أمور الدين

السؤال
لدي مجموعة من الأسئلة التي أحتاج إلى الجواب عليها ولكنني أستحيي أن أسألها، فهل آثم على هذا الحياء؟   
الجواب

هذا ليس بحياء، وقد سألت أم سلمة –رضي الله عنها- النبيَّ -عليه الصلاة والسلام-: هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ ولا شك أن العادة جرت بأن مثل هذا السؤال لا يجرؤ عليه كثير من النساء، وقد لمزها بعض النساء وأنها فضحت النساء، لكن هذا الكلام ليس بصحيح، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- أقرّها وأجابها على سؤالها بقوله: «نعم، إذا هي رأت الماء» [البخاري: 282]، فمثل هذا لا يسمى حياء، إنما يسمى خجلًا، والدين لا يُستحيى منه، فالحياء خير كله، والدين ينبغي أن يُسأل عن كل ما يُشكل فيه، نعم قد يكون هناك ظرف يمنع من التصريح من بعض الناس لبعض الأمور مما جرت العادة بأن الناس يخجلون من ذكره كما أمر علي -رضي الله عنه- المقداد أن يسأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن المذي، يقول علي -رضي الله عنه-: كنت رجلًا مذاء فاستحييت أن أسأل النبي -عليه الصلاة والسلام- لمكان ابنته مني فأمرت المقداد [البخاري: 132]، مثل هذا إذا قام بالسؤال من يكفي وأناب من يسأل عنه فلا إشكال حينئذٍ، المشكل لو أن عليًّا -رضي الله عنه وأرضاه- ما سأل، تَرَكَ السؤال بالكلية وبقي الحكم مجهولًا، هذا محل الانتقاد، وهو ما في هذا السؤال الذي بين أيدينا يقول: لديه بعض الأسئلة التي يحتاج إلى الجواب عنها ولكنه يستحيي! لا شك أنها إذا كان يترتب عليها إثم بأن كانت في الأمور الواجبة لا بد أن يسأل عنها؛ لأنه لا يتم امتثالها إلا بالسؤال عنها، وإذا كانت في الأمور الممنوعة والمحرمة فإنه يأثم حينئذٍ؛ لأنه لا يتمكن من تركها حتى يسأل عنها؛ ليميز الحلال من الحرام، والله المستعان.