حفظ القرآن، والاكتفاء عنه بالقراءة، والمقصود بـ«اقرأ وارتقِ ورتِّل»

السؤال
ما حُكم حفظ القرآن الكريم؟ وهل يكتفي المسلم بالقراءة أم بالحفظ؟ وحديث «اقرأ، وارتقِ، ورتِّل كما كنتَ ترتِّل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها»، هل المقصود به الحافظ فقط؟
الجواب

حفظ القرآن سُنَّة مؤكَّدة، وهو صفة هذه الأمة «أناجيلهم في صدورهم» [المعجم الكبير للطبراني: 10046]، فالحفظ في غاية الأهمية للمسلم ولا سيما طالب العلم، ولكنه ليس بواجب، ومع ذلك يُكثِر الإنسان بقدر استطاعته من المحفوظ من القرآن، ويُكمِل أيضًا بالقراءة نظرًا من المصحف، وقد نصَّ كثيرٌ من أهل العلم من السلف على أن القراءة في المصحف أفضل من القراءة من الحفظ.

وعلى كل حال الحفظ شأنه عظيم، ويتيسَّر للحافظ أن يقرأ القرآن في جميع أحواله ما لا يتيسَّر نظيره لمن لم يحفظ، فقد لا يتيسَّر له أن يجد المصحف، أو لا يجد ماءً يتوضأ به، إلى غير ذلك. وقد شبَّهوا الحافظ بمَن زاده التمر، والذي يقرأ من المصحف مِن غير حفظٍ بمَن زاده البر، فمَن زاده التمر يمدُّ يده إلى التمر ويأكل في كلِّ وقت، والذي زاده البر يحتاج إلى معاناة: يحتاج إلى طحنٍ، ويحتاج إلى عجنٍ، ويحتاج إلى طبخٍ، ويحتاج إلى كذا، حتى يتيسَّر له الأكل منه.

وعلى كل حال مِن نِعم الله –جلَّ وعلا- على المسلم لا سيما طالب العلم أن يحفظ القرآن.

وأما حديث «اقرأ وارتقِ ورتِّل» [أبو داود: 1464] فظاهره أن المراد بذلك القراءة، سواء كانت عن ظهر قلبٍ أو من مصحف، وفضل الله واسع يؤتيه مَن يشاء.