عدم استجابة الأولاد لنصيحة والدهم

السؤال
ما نصيحتكم -حفظكم الله- لمن يبذل جهده في نصيحة أولاده وهم يستعصون عليه؟
الجواب

هذا الذي يبذل جهده ويستفرغ وسعه في نصيحة أولاده بالطرق المناسبة، بالرفق واللين، بالترغيب وأحيانًا بالترهيب، إذا استعمل واستنفذ الوسائل التي تنفع في الغالب ولم تُجْدِ هذه النصيحة في أولاده مع إصراره عليها وسلوك المنهج السليم باللين والرفق، واستمر أولاده على عتوِّهم وعصيانهم فإنه قد بذل السبب والنتيجة بيد الله -جل وعلا-، فلا شيء عليه، بل يؤجر على متابعة هذه النصيحة، فلا ييأس، وإذا وصل الأمر إلى أنه أَيِس منهم فيتابِع النصيحة، ومع ذلك إذا لم يحصل المراد فالنبي يأتي وليس معه أحد، وقد قال الله كما نعلم: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ} [التحريم: ١٠]، وولد نوح ما أجدتْ فيه نصيحة والده، ومع ذلك ما نقول: إن نوحًا -عليه السلام- قصَّر، أو لوطًا قصَّر في دعوة امرأته، لا، بل بذلوا السبب واجتهدوا في إصلاحهم والنتائج بيد الله -جل وعلا-، وقل مثل ذلك في شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه» [مسلم: 49]، إذا بَذلتَ السبب ولم يتغيَّر المنكر فالأمر ليس إليك، فالأجور مرتَّبة على بذل السبب، والنتائج بيد الله -جل وعلا-.