عدم تيسُّر إكمال القراءة بعد جمع الكتب بنية قراءتها

السؤال
جمعتُ كتبًا شرعيَّة من الهيئات والمؤسسات العلمية التي تمنح طلاب العلم، بالإضافة إلى ما اشتريتُه بمالي، وكان كل هذا بنية القراءة، وفعلًا بدأتُ في القراءة، ثم بعد ذلك لم يتيسر لي إكمال القراءة، فهل أُعَدُّ آثمًا في جمعي للكتب؟
الجواب

الأصل أن المكتبات لطلاب العلم توجد في بيوتهم بعضها للقراءة المتتابعة، وبعضها للحفظ، وبعضها للفهم، وبعضها للمراجعة فلا تُقرأ إلا عند الحاجة، فما يحتاج إلى متابعة يقرأ فيه قراءة متتابعة، وهذا في الغالب في الكتب والمتون الصغيرة، فيُقرأ فيها قراءة متتابعة، وتُحفظ، وأما بالنسبة للشروح والمطولات فهذه تكون للمراجعة، وحينئذٍ إذا مرَّ عليه وقت ولم يراجع بعض الكتب لعدم احتياجه إليها فلا يكون بذلك آثمًا؛ لأن نيته حينما اقتناها سواء كان بماله أو بواسطة المؤسسات التي تمنح طلاب العلم الكتبَ وتعينهم على طلب العلم بإحضار الكتب وتيسيرها لطلابه فإن مثل هذا لا يأثم بذلك؛ لأن نيته مراجعتها عند الاحتياج إليها، ومكتباتُ طلاب العلم حتى العلماء من هذا النوع، فما يُتصوَّر أن الكتب كلها تُقرأ لا سيما مع كثرتها في هذه الأزمان؛ لأن الكتب كثُرتْ كثرةً تصعب الإحاطة بها، فالإنسان يشتري الكتاب؛ لأنه يغلب على ظنه أنه يحتاجه، ويأخذ من ذلك ما يكفيه، والله أعلم.