إسقاط الجنين في شهره السادس بسبب التعب والوساوس والهلع من الولادة

السؤال
سائلة تقول: إنها حامل في بداية شهرها السادس، وقد تعرَّضتْ لنزيفٍ في بداية الحمل والتهابات وآلام، والآن وضعها مستقر نسبيًّا، لكنها تعاني من تعب، وعلامات ولادةٍ مبكرة، ووسواس، وهمٍّ من الولادة إلى درجة أنه يأتيها نوبات هلع وخوف من الولادة، ولا تستطيع النوم ولا الأكل كما يجب، ولا تستطيع القيام بشؤون أولادها وزوجها وشؤون بيتها، ولا تستطيع التركيز في صلاتها، وحاليًّا تعيش وضعًا نفسيًّا سيئًا، فهل يجوز لها أن تذهب لطبيبٍ وتنزِّل حملها عن طريق أخذ إبرة الظهر، فترتاح نفسيتها من الوسواس والخوف الذي ينتابها من هم الولادة؟
الجواب

الحمل في الشهر السادس قد نُفِخَتْ فيه الروح، وحينئذٍ لا يجوز إسقاطه بالاتفاق، فالإجهاض في هذه الحالة محرَّم بالاتفاق، إلَّا إذا غلب على الظن هلاك الأم في بقائه، فإنه حينئذٍ لا مانع من إسقاطه، والمحافظة على حياته متعيِّنة ما أمكنت، فإذا أمكنت المحافظة على حياته مع المحافظة على بقاء الأم فهذا هو المتعيِّن، لكن إذا ترتَّب على بقائه هلاك الأم فإنه يُسقَط ولو ترتَّب على ذلك موته؛ لأن المحافظة على حياة الأم أولى من المحافظة على حياة الجنين، هذا إذا نُفختْ فيه الروح -وهو محل السؤال-، وحينئذٍ لا يجوز بحال أن يُسقَط في هذه الصورة إلَّا إذا غلب على الظن هلاك الأم.

وعلى كل حال ما ذكَرَتْ من المخاوف والمعاناة والوساوس كل هذه بإمكانها أن تدفعها بقوة يقينها وصبرها وتحملها، وتعاطي الأدوية والعلاجات التي لا تضر بصحتها ولا بجنينها، والأمرُ -ولله الحمد- ميسور، والأسباب متعددة ومتوفرة، فعليها أن تبذل السبب لبقاء الولد، وأيضًا إراحتها نفسيًّا، ومزاولة حياتها الطبيعية، وأما كونها ينتابها وساوس ونوبات هلع وخوف فكل هذا من ضعف اليقين، فعليها أن تُحسن ظنها بالله -جل وعلا-، وتستمر في حياتها الطبيعية، وتزاول أعمالها وعبادتها على حسب استطاعتها وقدرتها، وإذا حصل شيء خارج عن إرادتها من سقوط هذا الجنين من غير تسبُّبٍ منها فالأمر لله -جل وعلا-، ولا شيء عليها.