معنى قول الله تعالى: {لتبلون في أموالكم وأنفسكم} الآية

السؤال
ما معنى قوله تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}؟
الجواب

الله -جلَّ وعلا- في هذه الآية ذكر أن المؤمنين سيُبتلون، ومما يُبتلون به فيما ذُكر في الآية: الأموال، والأنفس، وكذلك من البلوى والابتلاء سماعهم ما يسوؤهم من أهل الكتاب ومن الذين أشركوا، ولا شك أن سماع الكلام القبيح المؤذي بلوى، لكن ما الواجب على المسلم إذا سمع هذه الأمور أو أُصيب ببلوى في نفسه وماله؟ الواجب عليه الصبر والاحتساب، وأشدُّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الذين يلونهم، المقصود أن هذا الابتلاء يجب فيه الصبر {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [آل عمران: 186].

وقد بين الله -جلَّ وعلا- في موضع آخر أن مِن جملة البلاء: الخوف، والجوع، وأن البلاء في الأنفس والأموال هو النقص فيها، وأوضح فيه نتيجة الصبر المشار إليها بقوله: {فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}، يقول -جلَّ وعلا-: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155-157]، والله -جلَّ وعلا- يقول: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، فالواجب على المسلم إذا ابتلي في نفسه، أو ماله، أو ولده، أو بعزيز عليه، أن يصبر ويحتسب. والابتلاء لا شك أنه يمحِّص المؤمن ويقضي على سيئاته، فهذا الابتلاء من نِعَم الله على المؤمنين، لكن لا يتمنَّاه الإنسان، فإذا حصل له عليه أن يصبر ويحتسب ويَبْشِر {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.