التوفيق بين دراسة الفقه المالكي وبين حفظ المتون الحديثية

السؤال
إنني طالبٌ أدرس الفقه على مذهب مالك في غير بلادكم، فكيف السبيل إلى التوفيق بين هذا النوع من الدراسة وبين حفظ المتون الحديثية؟
الجواب

طالب العلم في بداية طلبه يبدأ بالمتون المُعتمَدة في بلده، وعلى مذهبه الفقهي المتبوع في بلده، ومع ذلك يحفظ ما يستطيعه ويقدر عليه من القرآن، ويحفظ أيضًا ما يُناسب سِنَّه من السُّنَّة، ومن علوم العربية ومبادئها إلى غير ذلك، على الطريقة المتَّبعة والجادة المسلوكة عند أهل العلم، فلا مانع حينئذٍ أن يتعلم العلم ويقرأ ويحفظ من القرآن والسُّنَّة، وأيضًا يتعلم الفقه والعقيدة السلفية الصحيحة الصافية، ويجمع بين هذه العلوم كما هو مسلوكٌ عند أهل العلم من قرونٍ متطاولة.

وإن كان بعضهم يرى أن يُفرَّق بين الطلاب، فالطالب الذي حافظته قوية، ويتشتَّت إذا جمع بين أكثر من علم: يبدأ بحفظ القرآن، وبحفظ المتون، ثم يعود مرةً ثانية فيقرأ الشروح على هذه المتون ويحضر فيها الدروس إلى غير ذلك مما ذكره أهل العلم في هذا الشأن، وإن كان الطالب عنده جَلد وقوة وصبر وتحمُّل ولا يتشتَّت إذا نَوَّع: فإنه حينئذٍ يُنوِّع، وهذه طريقة وتلك طريقةٌ أخرى. فبعض الطلاب يُنصَح بأن ينظر في أكثر من متن في آنٍ واحد؛ لأنه لا يصبر على فنٍّ واحد، وبعضهم يُنصَح أن يَثبُت على فنٍّ واحد؛ لأنه إذا نظر في أكثر من فنٍّ تشتَّت ولم يستطع الجمع بينها.

وعلى كل حال لا مانع من أن يحفظ من القرآن والسُّنَّة، وينظر في الفقه على مذهب أهل بلده، وينظر في العقيدة الصحيحة، ويتفقَّه في جميع ذلك، والله المستعان.