متابعة الإمام الذي يلحن في الفاتحة، مع قراءتها احتياطًا

السؤال
صلى بنا مرةً إمامٌ صلاة المغرب، فلما استفتح بالفاتحة أخطأ في نطق كلمة {أَنْعَمْتَ} من الفاتحة، فقرأها (أنعمتُ)، فقرأتُ أنا الفاتحة كاملةً سرًّا في كل الركعات، وتابعتُه في الصلاة، سؤالي: هل صلاتي صحيحة؟ وما حكم صلاة مَن لم يقرأ الفاتحة اكتفاءً بقراءة الإمام مع أنه أخطأ؟
الجواب

ما ذكره في السؤال من قراءة {أَنْعَمْتَ} [الفاتحة :7] (أنعمتُ) هذا من اللحن المُحيل للمعنى المُبطل للفاتحة، والفاتحة ركنٌ من أركان الصلاة، فتبطل بذلك، فإن فُتِح على الإمام وصحَّح وجاء بها صحيحة صحَّت الصلاة، وإن استمر على ذلك بطلتْ صلاته ومن ثَمَّ صلاة مَن خلفه.

هذا السائل يقول: إنه قرأ الفاتحة كاملة سرًّا في كل الركعات، هل معناه أنه نوى الانفراد عن هذا الإمام، فصار يقرأ الفاتحة في كل الركعات باعتباره منفردًا، وفائدة المتابعة؛ لئلا يُنظَر إليه إذا خرج ونحو ذلك؟

إذا نوى الانفراد فقد تصح صلاته؛ لأنه عرف أن صلاة الإمام باطلة فانفرد عنه.

وأما إذا كان قرأ ذلك احتياطًا وهو متابعٌ للإمام لم ينفرد عنه فإن صلاته حينئذٍ لا تصح، في (فتاوى شيخ الإسلام) يقول: (وأما اللحن الذي يُحيل المعنى إذا علم صاحبه معناه مثل أن يقول: (صراط الذين أنعمتُ عليهم)، وهو يعلم أن هذا ضمير المتكلم لا تصح صلاته، وإن لم يعلم أنه يُحيل المعنى، واعتقد أن هذا ضمير المخاطب، ففيه نزاعٌ، والله أعلم).

وكلام أهل العلم أن مثل هذا الذي يُحيل المعنى مثل: (أنعمتُ)، وما في حُكمه مثل: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6] لو قال: (أَهدِنا) -بفتح الهمزة- يُبطل الصلاة، وحينئذٍ لا تصح إمامته؛ لأن هذا اللحن يُحيل المعنى، والله أعلم.