معنى حديث: «الإمام ضامن»

السؤال
ما معنى قول الرسول –صلى الله عليه وسلم-: «الإمام ضامن»؟
الجواب

هذا الحديث مُخرَّج في (سُنن أبي داود) و(سنن ابن ماجه)، ففي (سُنن أبي داود): عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين» [517]، وفي (سُنن ابن ماجه): عن أبي حازم -وهو سلمة بن دينار، وهو الذي يروي عن سهل بن سعد رضي الله عنه- قال: كان سهل بن سعدٍ الساعدي يُقدِّم فتيان قومه يصلون بهم، فقيل له: أتفعل ولك من القِدم ما لك؟ -يعني: كيف تُقدِّم فتيانًا وأنت صاحبٌ قديمٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟- قال: إني سمعتُ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: «الإمام ضامن، فإن أحسن فله ولهم، وإن أساء -يعني- فعليه ولا عليهم» [981].

فالإمام عليه أن يحتاط للمأمومين، ويضبط صلاته، ويُحضر فكره، ولا يغفل؛ لئلا يُخل بصلاته، ومن ثَمَّ يحصل الخلل في صلاة المأمومين، وأما المؤذن فهو مؤتمنٌ على الوقت، وحينئذٍ يختلف أهل العلم في الأفضل من الإمامة والأذان، فمنهم من يقول: الأذان أفضل من الإمامة؛ لهذا الحديث؛ لأنه قال: «اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين»، فدعا لهم بالمغفرة. ومن أهل العلم من يقول: العكس، الإمامة أفضل؛ لأنها وظيفة الرسول –صلى الله عليه وسلم.

وعلى كل حال كلاهما فيه فضل، وعلى الإمام أن يحتاط لنفسه ولمن خلفه من المأمومين، فلا يترك مجالًا للسهو والغفلة، فيحصل الخلل في صلاته وصلاة مَن خلفه.

وأما المؤذن فإن عليه أن يتحرَّى الدقة في الأذان في وقته، وعلى ذلك لا يلزمه شيءٌ من الخلل في صلاة المأمومين كالإمام، والله أعلم.