العقيدة الصحيحة في أسماء الله تعالى وصفاته

السؤال
ما العقيدة الصحيحة المُنجية لي يوم القيامة في أسماء الله تعالى وصفاته؟
الجواب

الله –جلَّ وعلا- يقول: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180]، عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة إثبات ما أثبته الله لنفسه، وأثبته له رسوله –عليه الصلاة والسلام- من الأسماء والصفات على ما يليق بجلال الله وعظمته، من غير مشابهةٍ لصفات المخلوقين ولا مماثلة، ومن غير تعطيلٍ لهذه الأسماء، سواء بنفيها، أو جحدها بالكلية، أو إثباتها على طريقةٍ لا تثبت عن سلف هذه الأمة وأئمتها على ضوء ما جاء عن الله وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فالله –جلَّ وعلا- يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: 11] فأثبت لنفسه السمع والبصر بعد نفيه المثليَّة والمشابهة، فهذه منفيَّةٌ عن الله –جلَّ وعلا-، والصفة مثبتةٌ له بقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، فجمع بين الإثبات الذي جاءت به النصوص الكثيرة المتضافرة مما ثبت لله –جلَّ وعلا- في كتابه، وفي سُنَّة نبيه –عليه الصلاة والسلام- من الأسماء والصفات، مع نفي المشابهة والمماثلة {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، ولا تنافر ولا تضاد في قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، وإن تخيله واعتقده المبتدعة، فإنهم قالوا: (إذا أثبتنا الصفات أو أثبتنا الأسماء: أثبتنا المماثلة، والمماثلة منفيَّة)، لكن الصفات مثبتة، وأنتم نفيتم بناءً على قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، فنفيتم الصفات التي أثبتها الله –جلَّ وعلا-، فنُثبت ما أثبته لنفسه على مراده –جلَّ وعلا- وعلى مراد نبيه –صلى الله عليه وسلم- كما جاء عنهما في كتاب الله وسُنَّة نبيه -عليه الصلاة والسلام-.

هذه طريقة سلف الأمة وأئمتها، وهي المنجاة، وفيها النجاة؛ لأن الذي يُثبت مُعوَّله على ما جاء عن الله وعن رسوله في كتاب الله وسُنَّة نبيه –عليه الصلاة والسلام-، وقد أحسن من انتهى إلى ما سمع، لكن مَن نفى متخيِّلًا أن الإثبات يُوقِع في التشبيه أو في التمثيل ينتهي قوله بالرد عليه بقول أهل السُّنَّة والجماعة: على ما يليق بجلال الله وعظمته، من غير مماثلةٍ للمخلوقين، ولا مشابهة لهم، ونعرف معاني هذه الصفات ولا نعرف كيفياتها كما جاء عن أم سلمة -رضي الله عنها-، وعن مالك، وعن ربيعة: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة، والله أعلم.