الفرق بين التفرُّد والغرابة

السؤال
قول مَن يقول: (إن الغرابة تُراعى في الوصف، والتفرُّد في الفعل، فيقال: "تفرَّد به فلان"، ولا يقال: "أغرب به"، ويقال: "حديث غريب"، دون "حديث فرد")، ما صحة هذه العبارة؟
الجواب

نعم، يندر أن يقال مِن قِبل أهل الحديث: (أغرب به فلان)، وإنما يقال: (تفرَّد به فلان)، و(حديث غريب) أكثر من قولهم: (حديث فرد)، وإن جاء إطلاق الجمع: الأفراد، وجاء -أيضًا- إطلاق الجمع: الغرائب، وهما متقاربان في المعنى، وأكثر ما يُطلقون الفرد على الغرابة المطلقة التي تكون في أصل السند، وأما بالنسبة للغرابة فيطلقونها على الغرابة النسبية حينما تكون في أثناء السند، وإلَّا فالأصل أن المعاني واحدة، ومنهم من يقول: إنه إذا أُطلق الفعل جاؤوا بالتفرُّد، وإذا وُصِف الحديث جاؤوا بالغرابة -مثلما ذكر السائل-، وهذا كثير في كلامهم، فما يقال: (أغرب به)، وإنما يقال: (تفرَّد به)، والسبب في ذلك: قرب المعنى في اللفظين.