الدورات المكثَّفة لحفظ القرآن والسنة

السؤال
قررتم أن ما حُفظ سريعًا يُنسى سريعًا، وفي الإجازة هناك دورات لحفظ القرآن والسنة، فما رأيكم؟
الجواب

هذه الدورات لا شك أنها مفيدة ونافعة لطالب العلم، وهل معنى هذا أنك إذا انتهيتَ في شهرين من هذا الكم الهائل من الأحاديث أنك تكون قد ضبطتَ هذه الأحاديث وأتقنتَها؟

أولًا: الناس يتفاوتون، فمنهم مَن يضبط في هذه المدة، ومنهم مَن يضبط بنسبة 90%، ومنهم مَن يضبط بنسبة 80%، ومنهم مَن يضبط بنسبة 60%، وبعد شهر ينسى، على كل حال هذه توطئة، فلا بد من أن يُعاوَد سقي هذا الزرع، وليس معنى أنك حفظتَ (مختصر الصحيحين) أو (مختصر البخاري بزوائد مسلم) أنك خلاص ضبطتَ الكتابين، لا، هذا بذرٌ سقيتَه أول مرة وظهرتْ سنابله خُضرًا، لكن يحتاج إلى زيادة في السقي، فتعاهده بالسقي؛ لتكون الثمرة ناضجة.

وقد سمعنا من بعض مَن ينتسب إلى العلم مَن ينتقد هذه الدورات، ولا شك أن هذا صدٌّ عن التحصيل، فهذه الدورات في غاية الأهمية، والحمد لله أن الوسائل تنوَّعتْ، ويمكن ضبط وحفظ متون السنة بهذه الطريقة، وأما أسانيد الأحاديث والتفقُّه وفهم السنة على طريقة السلف فبالطريقة التي شرحناها مرارًا.