مدى ارتباط الكرامات بالولاية

السؤال
هل الولاية مرتبطة مع الكرامات؟ وهل الكرامات لا تكون إلا لمن اتصف بصفات الأولياء؟
الجواب

 لا تلازم بينهما، لكن الأولياء لهم كرامات، والكرامة إنما تحصل عند الحاجة إليها، إما لتثبيت الشخص نفسه أو لتثبيت غيره، وقد تحصل خوارق بالنسبة لغير الأولياء من باب الاستدراج، ومع الأسف أن بعض الغلاة من الصوفية ممن تُدَّعى لهم الولاية هم أبعد الناس عن الهداية، وذكر الشعراني في طبقاته عمَّن يسميه وليًّا أن هذا الولي المُدَّعى ما سجد لله سجدة، ولا ترك منكرًا ولا جريمة إلا ارتكبها، وكان -رضي الله عنه- كذا وكذا وكذا! هل هذا ولي؟! الله -جل وعلا- يقول: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} [يونس: 62-63]، ما التقوى؟ فعل الأوامر واجتناب النواهي، وهذا ما سجد لله سجدة، وتقول يا شعراني: ولي من أولياء الله! وشخص يزعم أنه وصل إلى مرتبةٍ سقطتْ عنه التكاليف، والتكاليف لا تسقط إلا برفع القلم، يعني: جُنَّ! فكيف يُدَّعى أنه ولي يُتبرَّك به، ويُتمسَّح به، ويُطلب منه الدعاء، وهو أبعد الناس عن طاعة الله -جل وعلا-، وأشد الناس ارتكابًا لمعاصيه؟! -نسأل الله العافية-. وذكروا في طبقاتهم أشياء من الفجور والبعد عن الله -جل وعلا- والقرب من الشياطين، ويسمونهم أولياء، ويقولون: رضي الله عنهم! ولشيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- كتاب (الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان)، فالشياطين لهم أولياء.