الفتن التي ظهرت في الوقت الحالي

هذه أمور تدرك، فهذه الوسائل التي غزت البيوت، وصار الناس يتساهلون بها شيئًا فشيئًا إلى أن وصل بعضهم إلى حدِّ الإباحية المطلقة، وحال البهيميَّة، ويُعرَض في بيوت المسلمين من الشبهات والشهوات الشيء الذي انحرف بسببه كثير من العوام، وهم عوام من خيار الناس، أعمارهم فوق السبعين، وكانوا عمَّار مساجد، في الروضات، والآن ما يُصلُّون! هذه أليست بفتن؟ هذه من أعظم الفتن، وإذا كنتَ لا تدركها أنت بنفسك فتخشى على نفسك من مثل هذا، ويُزيِّن لك شياطين الإنس والجن، ويُوحون إليك أن هذه القنوات ذات حدَّين، وأنها فيها نفع، وفيها مشايخ، وفيها علم، فالهربَ الهرب.

وغيرها من الفتن، فكون الكفار يتسلَّطون على المسلمين، وبعض المسلمين يُشرِّع، وبعض العلماء يتكلم بكلام يُرضي به بعض الأعداء، هذه فتن، ويُقتدى بهم مِن قِبل عوام الناس، وحينئذٍ عليهم الوزر، ووزر من عمل بكلامهم.