طلب العلم في الجامعة للوظيفة، ولحصول العلم

السؤال
ما حكم لو قال شخص: (أنا أطلب العلم في الجامعة للوظيفة، وكذلك لحصول العلم) فما حكم ذلك؟
الجواب

إذا كان العلم مما يُبتغى به وجه الله، ولا يطلبه إلا للوظيفة، وليبتغي به شيئًا من حطام الدنيا، فهذا -نسأل الله العافية- أمره خطير، وهذا لا يجد عَرْف الجنة أي: رائحتها، لكن قد يقول قائل: (أنا دخلتُ هذه الكلية الشرعية، وأطلب العلم الشرعي لله -جل وعلا-، لكن أمامي أشباح، وأمامي أشياء لا بد من مراعاتها، فمن طبيعة التعليم النظامي أنه مبني على امتحانات وشهادات، ووظائف رُتِّبتْ عليها، فأنا لا أستطيع أن أتنصَّل من هذه المقاصد، وقد وُضعتْ أمامي من غير اختياري)، فكثير من طلاب العلم في هذه الكليات الشرعية يستشيرون ويقولون: (عجزنا، نرقب هذه الامتحانات، ونجتهد من أجل الامتحانات، ومن أجل أن ننجح ونتخرَّج ونحصل على شهادات، وأمامنا مستقبل وأُسَر، وأمامنا متطلبات)، نقول: جاهد نفسك في أن يكون الأصل في طلبك العلم أن يكون لتعبد الله على بصيرة، وتُنير الطريق لنفسك ولغيرك؛ من أجل أن يُعبد الله على مراد الله، وما جاء تبعًا لذلك فإنه لا يضر. والترك بأن تقول: (جاهدتُ فما استطعتُ، وسأترك)، نقول: الترك ليس بعلاج، وإنما جاهد نفسك، وحاول أن تُصحِّح نيتك، وإذا علم الله منك صدق النية أعانك.