أثر الوقوع في البدع على ورود حوض الكوثر

السؤال
هل كل مَن يقع في البدعة لا يَرِد الحوض، وإن كان مقلِّدًا لغيره، أم أن هناك ضابطًا لذلك؟
الجواب

أولًا: البدع متفاوتة، فمنها البدع المغلَّظة، ومنها البدع المخفَّفة، ومنها البدع الكبرى المخرِجة من الملة، ومنها البدع الصغرى التي لا تصل إلى حدِّ التفسيق. وعلى كل حال هذه البدع يجمعها أنها ضلالة، لكنها متفاوتة، كسائر المعاصي، إلا أن شأن ما يتعلَّق بالاعتقاد أشد مما يتعلَّق بالأعمال.

- فإذا كانت هذه البدعة مكفِّرة مخرجة عن الملة، فهذا لا إشكال في كونه لا يشرب من هذا الحوض المبارك.

- وإذا كانت البدعة مفسِّقة، بمعنى أنها مخالَفة ظاهرة لنصٍّ صحيحٍ صريح، متعلِّقة بالاعتقاد، فهذا يُخشى عليه من ألَّا يشرب من الحوض النبوي، وإن كانت غير مكفِّرة.

- وأما البدع التي يرتكبها بعض الناس جهلًا، ولم يبلغهم عن حكمها شيء، فهؤلاء قد يُعذرون بالجهل، أما إذا عرفوا أن هذه البدع مخالِفة لهدي النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأنها محرَّمة، فيُخشى عليهم أن يُلحقوا بالقسم السابق.

فليست البدع على حدٍّ سواء، وليس المبتدعة من حيث بلوغ الحجة أو عدم بلوغها على حدٍّ سواء.