القول بأن النوم في الليل موافق للفطرة هذا هو الصحيح، والنبي -عليه الصلاة والسلام- «كان يكره النوم قبل العشاء والحديثَ بعدها» [البخاري: 568]، لكن إذا ترتب على السهر مصلحة من مدارسةِ علمٍ أو عملِ برٍ وإصلاحٍ أو قيامٍ أو تلاوةٍ أو ما أشبه ذلك فلا شك أن هذا فاضل، وترجم الإمام البخاري (باب السمر في العلم) [البخاري: 1/34]، ورمضان يكون فيه أنواع من العبادات، وفي ليله التراويح، ولو قضى بعض الوقت في تلاوة القرآن وفي الذكر وفي صلة الأرحام كان هذا من أفضل العبادات، والنبي -عليه الصلاة والسلام- جاء عنه أنه لم يقم ليلة بكمالها [مسلم: 746]، وجاء عنه أنه «إذا دخل العشر شدَّ مِئْزَرَهُ، وأحيا ليله، وأيقظ أهله» [البخاري: 2024]، فمن نظر إلى هذا الحديث قال: إنه في العشر الأواخر يستوعب الليل بالصلاة وبالقيام وبالذكر وبالتلاوة وغير ذلك من أعمال الخير، المقصود أن هذه الليالي لا سيما العشر ينبغي أن تُستغل بطاعة الله، فضلًا عن أن تُقضى بشيء لا فائدة فيه، فضلًا عن أن تُقضى بشيء فيه نوع ضرر من قيل وقال وغيبة ونميمة كما هو حال كثير من المسلمين مع الأسف الشديد، فإذا قضى ليله في العشر مستوعبًا الوقت كما جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- في بعض الأحاديث؛ رجاءَ أن يُصادف ليلة القدر التي العمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر فهذا أمر طيب، والنبي -عليه الصلاة والسلام، مثل ما قلنا- جاء النفي بأنه ما قام ليلة كاملة، وهذا لعله محمول على سائر الأوقات، وما جاء عنه بأنه «إذا دخل العشر شدَّ مِئْزَرَهُ، وأحيا ليله، وأيقظ أهله» هذا خاص بهذه الليالي، والله المستعان.
السؤال
بعض الناس يقول: (النوم في الليل موافق للفطرة، وينبغي للإنسان أن ينام في ليل رمضان ولو قليلًا)، وبعض آخر يقول: (استغلال الليل كله في القراءة وأعمال الخير أفضل؛ لأنه موسم قصير)، فهل النوم مفضَّل في ليل رمضان؟
الجواب