جاء عن بعض السلف كالإمام مالك وغيره أنهم كانوا يتفرَّغون لقراءة القرآن ويتركون التحديث بحديث النبي -عليه الصلاة والسلام-، ويقولون: هذا شهر القرآن، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: ١٨٥] فيتفرغون له، فمن تفرغ للقرآن تفرغًا حقيقيًا وليس بدعوى؛ لأن بعض الناس يزعم أنه يترك الأعمال الصالحة كترك التعلم وترك التعليم وترك الدعوة إلى غير بدل تشبُّهًا بالسلف! نعم التشبُّه في الترك أمره سهل، لكن الكلام في التشبُّه بالفعل، وأفعال السلف إن كنتَ تريد أن تفعل مثل أفعالهم فتفرَّغ للقرآن، وإن كنتَ تريد أن تجد لنفسك ذريعة في ترك الأعمال الصالحة إلى غير بدل، إلى النوم مثلًا فتقول: (أنا أتفرَّغ وأترك العلم والتعليم والدعوة تشبُّهًا بالسلف)! فأنت غير صادق في دعواك، فإن كنتَ تريد التشبُّه بهم حقيقةً فافعل ما يفعلون، واقرأ في سيرهم، واصبر على ما صبروا عليه، والله المستعان.
السؤال
هل تنصح طالب العلم بالاستمرار في طلب العلم الشرعي أثناء شهر رمضان المبارك مع تخصيص أوقات لقراءة القرآن الكريم، أو أن يتفرغ بالكلية لقراءة القرآن؟
الجواب