ختم القرآن في ثلاثة أشهر بسبب المرض

السؤال
لا أستطيع ختم القرآن الكريم في شهر؛ لشدة ما أعانيه من مرض يُضعفني عن القراءة، فهل يجوز ختم القرآن لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر؟
الجواب

{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، فإذا كان لا يستطيع أن يختم في شهر أو أقل من شهر فإنه يختم في المدة التي يتمكن فيها من قراءة القرآن؛ لأن هذا من ضمن التكاليف الشرعية التي تسقط عند العجز، فإذا عجز عن ذلك فلا يُكلِّف الله نفسًا إلا وسعها، وإذا حبسه المرض عن تحقيق ما يريد وكان قبل ذلك يفعله كأن كان يقرأ في كل سبع، ثم بعد ذلك مرض وصار لا يطيق ذلك، كُتب له من الأجر ما كان يعمله صحيحًا، وإذا كان السفر يعوقه عما كان يفعله في الحضر كُتب له ما كان يفعله مقيمًا، وهذا من فضل الله -جل وعلا- ولطفه بعباده.

وهذا السائل وهو مريض ومع ذلك يتكلَّف وأيضًا كأنه يتأثَّم لعدم القدرة على الختم في شهر، ولا شك أن هذا من حرصه على قراءة القرآن، وحرصه على نفع نفسه بكسب الحسنات، فكيف بالسليم المعافى الذي يهجر القرآن وتمر عليه الأيام ولا ينظر في عهد الله ولا في كتابه؟! هذا محروم لا شك.