المنهجية في دراسة الفنون المتعددة

السؤال
هل من منهجية في تعددِ الفنون، وكيفيةِ دراستها؟
الجواب

ذكرنا مرارًا الطريقة المُتَّبعة عند أهل العلم في تقسيمِ المتعلمين إلى طبقات، وتأليفِ كتبٍ مناسبة لكل طبقة في فنون متعددة، وأن للطبقة الأولى فنونًا وكتبًا مثل: (الأصول الثلاثة)، و(القواعد الأربع)، و(الأربعين النووية)، و(الآجرومية)، و(البيقونية) وهكذا، وأن الطبقة الثانية ترقى إلى مثل: (النخبة)، و(عمدة الأحكام)، و(كتاب التوحيد)، و(عمدة الفقه)، وما أشبه ذلك. وعلى كل حال هي مذكورة في مواضعها يجدها طالبها.

أما المنهجية في تعدد الفنون، فبعض الناس لا يستطيع أن يقرأ في أكثر من فنٍّ؛ لأنه يتشتت، فمثل هذا يَعتمد فنًّا واحدًا ويقرأ فيه كتابًا من الكتب الصغيرة المختصرة إلى أن ينتهي منه، فيجلس عليه اليوم كاملًا، وبعده اليوم الثاني، وقد ينتهي منه في أسبوع إذا واظب عليه، ثم في الأسبوع الثاني ينتقل إلى الفن الثاني، وهكذا، فيحفظ هذه الكتب مع مراجعة شروحها. فيقال لمن يتشتت إذا قرأ في أكثر من فن: اقتصر على هذا الفن وأتقنه، ثم انتقل إلى الفن الآخر وهكذا.

وبعض الناس يَمل إذا قرأ في فنٍّ واحدٍ، فيقال لمثل هذا: نوِّع، واجعل لك درسًا بعد صلاة الصبح في القرآن وما يخدمه، ودرسًا أثناء الضحى –مثلًا- في فنٍّ آخر، وبعد صلاة الظهر في فنٍّ ثالث، وبعد صلاة العصر في فنٍّ رابع، والمغرب في فنٍّ خامس، وهكذا، فيُنصح بأن ينوِّع، والنوع الأول الذي يتشتت إذا نَظر في أكثر من فنٍّ يُنصح بأن يُلازم فنًّا واحدًا حتى ينهيه، ثم ينتقل إلى الفن الآخر.