السجود على طاولة لعدم استطاعة السجود على الأرض

السؤال
أنا امرأة لا أستطيع السجود إطلاقًا لمرض ما، وأقوم بالصلاة على كرسي، وأنا أتمنى السجود على الأرض؛ لقول الرسول –صلى الله عليه وسلم-: «عليك بكثرة السجود» [مسلم: 488]، فهل يجوز لي السجود على طاولة مقابل الكرسي الذي أصلي عليه؟
الجواب

السجود على الأعضاء السبعة ركن من أركان الصلاة، كما أن القيام ركن من أركانها، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال لعمران بن حُصَيْنِ –رضي الله عنهما-: «صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب» [البخاري: 1117]، فالمسألة مقرونة بالاستطاعة، وإذا لم تستطع السجود فتصلي قائمة إذا كانت تستطيع القيام، وتركع، فإذا جاء السجود فإنها تومئ إيماءً برأسها، أو ما تستطيعه من بدنها، المقصود أنه لا يلزمها أن تسجد على الأرض وهي لا تستطيع، ولا يلزمها أن ترفع شيئًا تسجد عليه، بل هذا أمر لا يُطلب شرعًا، بل جاء في بعض الآثار النهي عنه؛ لأنه قد يُدخل في شيء من الغلو، فإذا لم تستطع السجود تومئ إيماءً ويكفيها، ولها حكم السجود، بحيث لو أكثرت من هذا الإيماء فكأنها أكثرتْ من السجود، وحينئذ تدخل في حديث «أعني على نفسك بكثرة السجود» [مسلم: 489] يعني السجود أو ما يقوم مقامه؛ لأن الله -جل وعلا- لا يكلف نفسًا إلا وسعها، فمثل هذه لا تُكلَّف برفع شيء تسجد عليه، كما أنها لا تُكلَّف أن تشق على نفسها فتسجد على الأرض فتتضرر بذلك.