كفارة النذر واختلافها من حال إلى حال

السؤال
عليَّ نذر فما كفارته؟ وهل هي تختلف من حال إلى أخرى؟ وهل للنذر مكانة أو فضل، بمعنى أن الكثير يتساهل في مثل هذا الأمر، وربما يَقدم عليه وكأنه أحد العبادات لله -عز وجل-؟
الجواب

الواجب الوفاء بالنذر إذا لم يكن في معصية، فالوفاء بالنذر واجب، لكن إذا عجز عنه فإنه يعدل إلى كفارته، وهو كفارة يمين، وكفارة اليمين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإن لم يجد خصلة من هذه الخصال الثلاث فإنه يصوم ثلاثة أيام.

(وهل للنذر مكانة أو فضل، بمعنى أن الكثير يتساهل في مثل هذا الأمر، وربما يَقدم عليه وكأنه أحد العبادات لله -عز وجل-؟) لا، النذر جاء التنفير منه ووصفُه بأنه «إنما يُستخرَج به من البخيل» [البخاري: 6608]، فهو في أصله غير مشروع، بل غير مرغوب فيه، ويُطلق بعضهم الكراهة، لكن إذا حصل فوفاؤه واجب إذا كان في طاعة، وهذا بابٌ من العلم غريب كما يقول أهل العلم: إنه في بدايته مكروه، وفي نهايته واجب، وليس له نظير كما ذكر أهل العلم.

على كل حال النذر مكروه، ويُستخرج به من البخيل، لا سيما إذا كان يرى أن له أثرًا فيما نذر من أجله -لئن شفى الله مريضه أن يصوم كذا، أو يذبح كذا-، إذا كان يرى أن هذا النذر له أثر في الشفاء زاد الأمر، وإلا فهو في أصله مكروه، ويُستخرج به من البخيل؛ لأن البخيل هو الذي لا يُخرِج من ماله أو من عمله شيئًا بطوعه واختياره، إنما لا بد أن يُلزِم نفسه، ثم يخرجه، ومَن لا يُخرج شيئًا من ماله أو من عمله إلا بمثل هذه الطريقة، فهو بخيل.