المفاضلة بين السماع من العالم المتقن عبر الشريط، وبين الجلوس لشيخٍ دونه في الإتقان

السؤال
أعلم منزلة طلب العلم والجلوس بين يدي المشايخ، فهل سماع شيخ معتبر ومعروف بالعلم وبالإتقان عبر الشريط لعدم إمكان الجلوس إليه أفضل، أم الجلوس لبعض طلبة العلم الذين عندهم قصور، وإن كان عندهم شيء من الإتقان؟
الجواب

الأصل أن يجلس الطالب على الشيخ، ويتلقى منه مباشرة، كما كان الصحابة يتلقون منه -عليه الصلاة والسلام- ويسمعون منه، هذا هو الأصل، وهذا الأصل في الرواية والتحمُّل، لكن قد تعوق المسافة الطويلة بينه وبين الشيخ ولا يتيسر له الرحلة في طلب العلم فيجلس إلى من دونه من علماء بلده ولو كانوا أقل منه، ولكن إذا تيسر له الجمع بين الجلوس على هذا العالِم وإن كان أقل مع سماع ما يُسجَّل لذلك العالِم الكبير فقد جمع بين الحسنيين، وأما بالنسبة لسلوك الطريق الذي جاء فيه الترغيب «مَن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة» [مسلم: 2699]، لا شك أن هذا في الانتقال من مكانه إلى موضع الدرس قاصدًا الشيخ بذلك، وأما إذا سمعه وهو في بيته عبر الأشرطة فلا يُحرَم الأجر والانتفاع، لكن لا شك أنه ليس مثل الذهاب والعناء الذي يحصل له من خلال سلوك الطريق والذهاب من بيته إلى محل الدرس، والله المستعان.