إنشاء العمرة من جدة، والإحرام من محطة بين جدة ومكة ظنًا أنها ميقات

السؤال
سافرنا لأداء العمرة وقبل الميقات غيَّرنا النية؛ لأن الباص لن يذهب إلى مكة، فلم نُحرم، ومضينا إلى جدة، ثم بعد أن قضينا يومين في جدة عزمنا على الذهاب للعمرة، وذهبنا لمواقف سيارات الأجرة، واشترطنا على السائق أن يذهب لأقرب ميقات، ولكنه ذهب بنا إلى محطة على الطريق، فظننا أنها ميقات؛ لوجود محلاتِ بيعٍ للإحرامات ودورات المياه -أعزكم الله-، وبعد أن أحرمنا وذهبنا للعمرة علمنا أن ذلك المكان على طريق جدة مكة، فماذا علينا، علمًا أن عمري وقتها كان تسعة عشر عامًا، وقد اعتمرتُ بعدها وحججتُ؟
الجواب

مَن قصد مكة لأداء العمرة ثم قبل وصول الميقات قبل التلبُّس بالإحرام غيَّر النية هذا لا شيء عليه؛ لأنه لم يدخل في الإحرام بعد، والسائل يقول: إن الباص غيَّر الوجهة بدلًا من أن يذهب إلى مكة ذهب إلى جدة، وذهبوا معه إلى جدة بعد أن غيَّروا النية ولم يدخلوا في النسك، فذهبوا إلى جدة، ثم بعد أن مكثوا يومين عزموا على العمرة ونووها وأنشؤوها من جدة، وحينئذٍ يلزمهم الإحرام من جدة، وإذا أحرم من أطراف جدة كفاه ذلك، وإذا كان المحل الذي أحرموا منه بعيدًا عن جدة قريبًا من مكة أو في أثناء الطريق -كما ذكر- فإنهم تجاوزوا ما يلزمهم الإحرام منه -وهو جدة- إلى غيره، وحينئذٍ يلزمهم على قول كثير من أهل العلم دم؛ لتفريطهم في الإحرام من محل وجوبه، ولكن الذي يظهر أن هذه المحطة في طرف جدة، وهي محطة معروفة يحرم منها الناس، فتأخذ حكم جدة، وحينئذٍ لا شيء عليهم.