التفاوت بين الأولاد في جائزة حفظ القرآن مع اختلاف الوقت

السؤال
حثثتُ أبنائي على حفظ القرآن الكريم بالجائزة، فهل يلزم أن أُعطي نفس الجائزة للولد الثاني إذا حفظ القرآن؟ وهل يأثم الإنسان إذا فاوتَ بين أولاده في الجائزة مع اختلاف الوقت، حيث إن الابن الثاني أتم الحفظ بعد ثلاث سنوات من حفظ الأول؟
الجواب

إذا كان الأولاد حفظوا في وقت واحدٍ فحينئذٍ لا يجوز التفاوت بينهم، ولا بد أن يعدل بينهم، هذا إذا كان الوقت واحدًا، وإذا اختلف الوقت وتفاوت وصار بينهما مدة تختلف فيها الأقيام بحيث يكون ما يشتريه مَن حفظ قبل عشر سنوات بجائزته معادِلًا لما يشتريه أخوه الذي حفظ بعده بهذه المدة، ولو زادت الجائزة بالنسبة للثاني، ولو رأى مِن بعض الأولاد تراخيًا وتفاوتًا وأراد أن يزيد في حثِّه حتى يقبل، فإذا حفظ عوَّض إخوانه بما نقص.

على كل حال يجب أن يكون الوالد في مثل هذه الحالة كالطبيب، يُعالِج هذه الأمور عند أولاده، فلا يوجِد بينهم من الحساسية والضغائن ما يترتَّب على التفاوت والتفضيل بينهم، وعليه أيضًا أن يُلاحِظ أن المسألة في أصلها عبادةٌ وحثٌّ على عبادة، فلا يُدخِل فيها شيئًا من المخالفة من التفضيل بين الأولاد، فالأصل أن يعدل بينهم، لكن إذا –مثلًا- حَفِظَ الابن الأول في وقتٍ مبكِّر، وجائزتُه التي قدَّرَها بألفٍ، أو ألفين، أو ثلاثةٍ، أو خمسةٍ، أو أكثر، تَنفع في الوقت المبكِّر ما لا ينفعه قدرُها في الوقت المتأخِّر، فيزيد للثاني بقدر هذه النسبة، والله أعلم.