تغيُّر سلوك المسلم بين الأشهر الحُرم وغيرها

السؤال
ما الذي ينبغي أن يتغيَّر في سلوك المسلم بين الأشهر الحُرم وغيرها؟
الجواب

الأشهر الحرم التي جاءت الإشارة إليها في قوله -جل وعلا-: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة: 36] فالأشهر الحرم أربعة، وجاء بيانها في حديث أبي بكرة –رضي الله عنه- عند البخاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم: ثلاث متواليات: ذو القَعدة، وذو الحجة، والمحرَّم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان» [4662]، ثلاثةٌ سَرْد وواحدٌ فَرْد: ذو القَعدة، وذو الحجة، والمحرَّم، هذه متوالية، ورجب منفرد عنها، هذه الأشهر يقول الله -جل وعلا-: {فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} [التوبة: 36]، الأشهر اثنا عشر، ونُصَّ على الأربعة التي هي الحُرم على أن الإنسان لا يظلم نفسه فيهنَّ، وليس معنى هذا أنه يجوز للإنسان أن يظلم نفسه أو يظلم غيره في بقية الأشهر، لكن التنصيص على عدم ظلم النفس في الأربعة التي هي الحُرم لا شك أنه يدل على تأكُّد الأمر فيها، وإلا فهي كغيرها، والظلم محرم في جميع الأوقات، سواء للنفس أو للغير، فلا يجوز للإنسان أن يظلم نفسه أو يظلم غيره في جميع الأوقات وفي جميع الأشهر، لكن التنصيص على الأربعة، وأنه لا تُظلم فيها النفس {فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ}، مما يدل على تأكُّد الأمر فيها، وأن النهي عن ظلم النفس أمر مؤكَّد في هذه الأشهر، إضافة إلى الأمر العام في عدم الظلم في سائر العام، والله أعلم.