قراءة المحفوظ من سور القرآن في قيام الليل؛ لتثبيته

السؤال
سائلة تقول: إنها تحفظ بعض سور القرآن بفضلٍ الله من –عزَّ وجلَّ-، وإنها تقرأ ما تستطيع في قيام الليل لتثبيته، لكن والدتها تمنعها من ذلك، وتقول: (ما تفعلينه لا يجوز، وغلو في الدين)، وتقول السائلة: أنا مقتنعة أن ما أفعله هو الصحيح، لكن إرضاءً لها ذكرتُ أنني سأسأل أهل العلم، والذي يقولون به سأتبعه، فوافقتْ ووعدتْني أنها أيضًا مع ما يقوله أهل العلم، فما رأيكم -حفظكم الله-؟
الجواب

ما تفعله السائلة من مراجعة حفظها في الصلاة في قيام الليل أمرٌ مشروع، وتُثاب عليه، ويجتمع لها حينئذٍ قيام الليل الذي هو من أفضل الأعمال وهو دأب الصالحين، ويحصل لها أيضًا مراجعة القرآن، والمحافظة عليه من التفلُّت والتفصِّي، والذي أمر النبي –عليه الصلاة والسلام- بمراجعته وهو «أشدُّ تفصِّيًا من الإبل في عقلها» [البخاري: 5033]، فما تفعله هذه السائلة صحيح ولا إشكال فيه إلا إذا كان يشق عليها ويدعوها حينئذٍ إلى الترك، بأن تقوم من الليل ما يشق عليها، فالنبي –عليه الصلاة والسلام- قال: «عليكم من العمل ما تطيقون» [البخاري: 43 / ومسلم: 785]، «إن الدين يسر، ولن يُشادَّ الدين أحد إلا غلبه» [البخاري: 39]، لكن مع ذلك إذا كان في مقدورها والأمر من الثلث من الليل أو في حكمه مما لا يشق على المصلي فلا بأس به ولا مانع منه، بل هو من أفضل الأعمال، {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ} [المزمل: 20]، فالمسألة مُقدَّرةٌ بالوقت، وكلٌّ على حسب قوَّته ونشاطه، وهمته وعزيمته، لكن لا يرتكب من الأمر ما يَشق عليه بحيث يَترك «لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل» [البخاري: 1152] هذا مذموم بلا شك.