بقاء عصير الليمون ومغلي الشعير ومنقوع الزبيب في الثلاجة لعدة أيام

السؤال
من الوصفات العلاجية التي استخدمها لي ولوالدتي –حفظها الله وشفاها- عصير الليمون بدون استخدام السكر، وكذلك مغلي حبَّات الشعير، ومنقوع الزبيب، وهذه المواد نشربها في حينها، والباقي نضعه في الثلاجة ونشربه على فتراتٍ لعدة أيام، سؤالي: هل في بقائها هذه المدة محذورٌ شرعي؟
الجواب

طرح التمر أو الزبيب في الماء؛ ليكتسب الحلاوة هذا يُسمونه نبيذًا، وقُل مثل هذا فيما ذُكِر معه، وكذلك الشعير وغيره.

المقصود أن هذه الأشياء معروفة، وكان يُنبذ له –عليه الصلاة والسلام- حبَّات من التمر أو من الزبيب في الماء ويشربها في اليوم الأول، والثاني [يُنظر: مسلم: 2004]؛ لأنها مأمونة أن تتخمَّر وتنقلب إلى خمر، لكن إذا طالت بها المدة لا شك أن الورع ألَّا تُشرَب بعد ثلاث ليالٍ؛ لأنها مظنة أن تنقلب خمرًا، لا سيما في البلدان الحارة، ولا شك أن حفظ هذه المواد وكيفية المحافظة عليها في مكانٍ بارد يختلف عن المكان الحار، وكيفية الحفظ من مكان إلى مكان ومن إناء إلى إناء تختلف؛ ولذلك لا تُشرَب بعد ثلاث.

أما إذا وُضِع معها مواد حافظة يؤمَن معها أن تنقلب إلى خمر -كما هو الحال في العصائر الموجودة التي لا تنتهي مدتها إلا بعد سنة مثلًا-، هذه مواد حافظة تحفظها ويؤمَن معها التغيُّر، فلا مانع من ذلك. أما إذا طرأ الاحتمال أنها تتغيَّر فإنها لا تُشرَب؛ ولذا جاء النهي عن الانتباذ في المُقيَّر والمُزفَّت؛ لأنها أوعيةٌ صلبة قد يتغير ما فيها فتُشرَب ولا يشعر الإنسان أنها انقلبت من نبيذ إلى خمر، ولا مانع من الانتباذ في الأسقية غير الصلبة في أول الأمر؛ لأنها إذا تغيَّرت انتفخت، فيُعرف أنها تغيَّرت، ثم بعد ذلك لما أَلِف الناس تحريم الخمر ومشوا عليه ووطَّنوا أنفسهم على المنع من شرب الخمر أُذِن في الانتباذ في سائر الأسقية؛ لأن المانع يكون حينئذٍ الدِّين، والخوف من الله –جلَّ وعلا-، وبعد أن اعتاد الناس على هذا التحريم أُذِن لهم في الانتباذ في الأسقية الصلبة.

على كل حال الوضع يختلف الآن، فالأوعية السابقة وكيفية حفظ هذه المواد اختلف اختلافًا كثيرًا؛ ولذلك الآن العصائر تبقى مدةً طويلة بالأشهر وفيها المواد الحافظة، وتُحفظ في أماكن باردة، فلا يُمنَع من شربها بعد ثلاث؛ للأمن من أن تُشرَب بعد أن تخمَّرت، والله أعلم.