علَّة التفريق بين ما تخلَّل بنفسه، أو بصنع صانع

السؤال
هل هناك علَّة في التفريق بين ما تخلَّل بنفسه، أو بصنع صانع؟
الجواب

لا فرق بالنسبة للعين؛ لأنها صارتْ خلَّا، وهي خلٌّ سواء تخلَّلتْ بنفسها، أو بفعل فاعل وصنع صانع.

لكن الفرق في الإثم، فمَن خلَّلها يأثم؛ لأنه خالف النهي: سُئل عن الخمر تُتَّخذ خلًّا، فقال: «لا» [مسلم: 1983]، يعني: لا يُخلِّلها، لكن إذا كان الذي خلَّلها يتديَّن بشرب الخمر، يعني: أنه يجوز له شربها في شرعه، كالنصراني مثلًا، فإنه يجوز له شربها واتِّخاذها في دينه، وإلَّا لو تحاكموا إلينا؛ لجلدناهم حدَّ الخمر، فمادام يجوز له شربها وإمساكها فيجوز له تخليلها؛ لأنه غير مُمتثل لـ«لا»، وإلَّا فالأصل أن الكفار مخاطَبون بفروع الشريعة، لكن الفرق بين مَن يتديَّن، ومَن لا يتديَّن، وبين مكلَّف، وغير مكلَّف، فلو خلَّلها صبيٌّ، فالصبيُّ لا يلحقه إثم بالتخليل.

وكلُّ هذا -أعني: المنع من تخليلها، وما في حكمه- إنما هو لقطع دابر هذه المعصية التي هي شرب الخمر، بحيث لو أبقاها مدَّة ليُخلِّلها، أو تتخلَّل بنفسها، يمكن أن تراوده نفسه على شربها.