قضاء الصلوات والصيام ممن بلغ قبل مدةٍ من معرفته بعلامات البلوغ

السؤال
ابني عمره الآن أربع عشرة سنة، ولا أعرف متى بلغ بالتحديد، ولكنه عندما سمع درسًا في الاحتلام والاغتسال قال لي: إنه حصل منه خروجٌ للمَني مِن قبل، فلما سألتُه عن التوقيت قال: (نسيتُ، ربما قبل عدة أشهر أو سنة)، فهل عليه قضاء الصلوات والصيام؟
الجواب

بعض أهل العلم يُشدِّد في مثل هذا حتى قالوا: إنه إذا بلغ في أثناء الصلاة أو بعدها في وقتها فإنه يُعيد، ولكن ما حُفِظ عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه أمر أحدًا بإعادة الصلاة؛ لأنه بلغ في وقتها أو في أثنائها، أو نُقِل عنه -عليه الصلاة والسلام- أو عن صحابته -رضوان الله عليهم-.

 وعلى هذا فإذا صلى بعض الصلاة قبل بلوغه -وهذا يُتَصوَّر في بلوغه بتمام الخامسة عشرة في الساعة والدقيقة من اليوم-، فهو في أولها غير مكلف، وفي آخرها مكلف، وحينئذٍ تلزمه الإعادة، هذا من التشديد الذي لا يليق بسماحة الشريعة.

وكذلك الصيام إذا صام أول النهار ثم بلغ في أثنائه فصيامه صحيح ولا يلزمه قضاء، فإذا كان الولد صام هذه المدة التي ذُكِرت في السؤال بعد بلوغه وأبوه لا يعلم ذلك، فصلى وصام مع الناس، فذلك مُجزئ -إن شاء الله تعالى-.