أداء صلاة المغرب حال إقامة صلاة العشاء، ثم الدخول مع الإمام في العشاء

السؤال
أُقيمتْ صلاة العشاء في الحرم المكي وأنا لم أصلِّ المغرب، فبادرتُ بصلاة المغرب وحدي، ثم دخلتُ مع الإمام وهو يقرأ في الركعة الأولى من صلاة العشاء، فهل ما فعلتُه يُعدُّ مخالفًا لحديث «إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة»؟
الجواب

عملك صحيح؛ لأنه يُحقِّق الترتيب الواجب، ولا يترتَّب عليه مخالفة للإمام، وأما الاستدلال بالحديث «إذا أُقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة» [مسلم: 710]، فالذي صليتَه -صلاة المغرب- مكتوبة، فليس لك أن تُصلي نافلة بعد إقامة الصلاة المفروضة، وعملك يُخرجك من خلاف مَن يرى عدم اقتداء المأموم بالإمام مع اختلاف الصلاة، ومع اختلاف النية، ولا سيما مع اختلاف الصورة أيضًا.

فعلى هذا عملك صحيح إذا بادرتَ بصلاة المغرب؛ لأن المطلوب الترتيب، بل هو واجب ولا يسقط إلا بنسيانه أو خشية فوات وقت اختيار الحاضرة، على ألَّا تستعجل في هذه الصلاة وتُخل بها؛ لتُدرك الصلاة الثانية، فإذا أتيتَ بها بأركانها وشروطها وواجباتها وسُننها، فقد عملتَ ما أوجب الله عليك وبرئتْ ذمتك، ولحقتَ بالصلاة الثانية التي هي صلاة العشاء، والله أعلم.