فهم السلف لحديث «ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقةٍ ملقاةٍ بأرض فلاة»

السؤال
كيف أفهم ما ورد في حديث «ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة» على مذهب السلف؟
الجواب

الله –جلَّ وعلا- يقول في آية الكرسي: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ} [البقرة: 255]، وفي (صحيح ابن حبان) عن أبي ذرٍ –رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا ذر، ما السموات السبع مع الكرسي -أي بالنسبة للكرسي- إلا كحلقةٍ ملقاةٍ بأرض فلاة، وفضلُ العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة» [361] لا إله إلا الله، سبحانه ما أعظمه!

وفي كتاب (العظمة) لأبي الشيخ عن أصبغ بن الفرج، قال: سمعتُ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يقول: عن أبيه أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم– قال: «ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهمَ سبعةٍ أُلقيتْ في تُرس» [2/587]، وفيه أيضًا عن أبي ذرٍ –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم-: «ما الكرسي في العرش إلا كحلقةٍ من حديدٍ أُلقيتْ بين ظهري فلاة من الأرض، والكرسي موضع القدمين» [2/587]، وفي (مجموع الفتاوى) لشيخ الإسلام ابن تيمية: (والكرسي فوق الأفلاك كلها، والعرش فوق الكرسي، ونسبة الأفلاك وما فيها بالنسبة إلى الكرسي كحلقةٍ في فلاة، والجملة -يعني بما فيها الكرسي- بالنسبة إلى العرش كحلقةٍ في فلاة)، وذكر شيخ الإسلام في (مجموع الفتاوى) حديثًا فيه (ثم قال: «يا أبا ذر، ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقةٍ ملقاةٍ بأرض فلاة، وفضلُ العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة»، -يقول شيخ الإسلام:- والحديث له طُرق، وقد رواه أبو حاتم، وابن حبان في "صحيحه"، وأحمد في "المسند" وغيرهما)، والله أعلم.