وقت تسجير النار عند قائم الظهيرة

السؤال
النار تُسجَّر عند قائم الظهيرة على أيِّ توقيت؟ أو أنها تُسجَّر باستمرار؛ لأن زوال شمسنا تَوسُّط شمسِ غيرنا؟ أفتونا.
الجواب

يُقال في مثل هذا ما يُقال في النزول في الثلث الأخير من الليل، فعلى الإنسان الذي رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد -عليه الصلاة والسلام- نبيًّا ورسولًا أن ينظر إلى خطاب الشرع كأنه موجَّه إليه دون غيره، فيمتثل، فأنت ما عليك إلَّا من نفسك، والبلدِ الذي تعيش فيه، فما تقول: (وقت النزول الإلهي الآن في الهند -أو في السند-، فسأتعرَّض لهذه النفحات الإلهيَّة الآن)! لا، أنت ما عليك إلَّا من بلدك، وهذه الأمور التي قد لا تحيط بها بمجرد عقلك وتفكيرك اتركها، وإذا استرسلتَ وراء هذه الإشكالات وهذه الشُّبهات قد يحصل عندك شيء من التردُّد في قبول ما جاءنا عن الله وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام-، فعليك أن تنظر إلى نفسك، كأنك أنت المخاطب، وأنت المعنيُّ بهذا الحديث، وبلدك، وما عدا ذلك اتركه لغيرك.

وما تَصدُر مثل هذه الأسئلة إلَّا بعد أن تصوَّروا ما يتعلَّق بالله -جلَّ وعلا- على ضوء ما تصوَّروه عن المخلوق، وإذا كان بعض المخلوقات لا نُدرِك ما جاء في شرعنا عنها، ككون الشمس تجري في فلكها، وتغيب عن قوم، وتطلع على أقوام، وهكذا، ومع ذلك تسجد تحت العرش في آخر كلِّ ليلة، لكن في آخر كلِّ ليلة بالنسبة لمن؟ وهل تُغادِر فلكها الذي تجري فيه، أو لا تغادره؟ هذا فوق مقدورك، فعليك أن ترضى وتُسلِّم.