جمع وقصر الحجاج المكيين في المشاعر

السؤال
بالنسبة للحاج المكي هل يجمع ويقصر الصلاة في المشاعر؟ وإذا كان يُتم فهل يأتي بالسنن الرواتب؟ وهل يجوز أن يُتم في منى، ويقصر ويجمع في عرفة ومزدلفة فقط؟
الجواب

جمهور أهل العلم يرون أن القصر والجمع إذا وُجِد سببه وهو السفر، والمسافة التي بين مكة والمشاعر ليست مسافة قصر، وحينئذٍ يلزمهم الإتمام والتوقيت، يعني: أداء كل صلاة في وقتها، والنبي -عليه الصلاة والسلام- كان يقصر بمنى ولا يجمع، وكان يجمع ويقصر بعرفة والمزدلفة، ولم يُحفظ عنه أنه قال لمن خلفه من الحجاج: "أتموا"، مع أن فيهم من أهل مكة، فمَن قال: إنهم يقصرون كغيرهم، قال: هذا للنُسك وليس للسفر، ومَن قال: إنه من أجل السفر وألزمهم بالإتمام، قال: إنه تمَّ بيان الحكم لمثلهم، وأن المسافر يقصر والمقيم لا يجمع ولا يقصر، فقد تمَّ البيان، ولا يلزم تكراره في كل مناسبة، فالجمهور على أنهم لا يجمعون ولا يقصرون، وقال بعض أهل العلم بأنهم يصنعون مثل ما يصنع إمامهم؛ لأن الحجاج وراءه -عليه الصلاة والسلام- جمعوا وقصروا، ولم يُحفظ عنه أنه قال لهم: "أتموا"، على أنه جاء في فتح مكة لما صلوا وراءه قال: «أتموا فإنا قومٌ سَفْرٌ» [السنن الكبرى للبيهقي: 5453 / ويُنظر: أبو داود: 1229]، وعلى كل حال المسألة خلافية بين أهل العلم، فقول الجمهور أن حكمهم حكم مَن خرج من مكة إلى مسافة قريبة فإنه حينئذٍ لا يُعتبر مسافرًا.

وأما بالنسبة لمنى في الوقت الحاضر فإنها دخلت في مكة، وحينئذٍ لا يترَّخصون؛ لأنهم لم يخرجوا من بلدهم، وحينئذٍ لا يقصرون، وأما في عرفة ومزدلفة فإنهم يتبعون إمامهم، والله أعلم.