أكل الغني وشربه مما وضع في المسجد

السؤال
أحيانًا أكون جالسًا في المسجد، أو ألتقي ببعض المعارف، ونجلس نتحدث في المسجد، فهل يحل لي الأخذ من الماء الذي في المسجد، وكذلك التمر، مع أني لستُ من الفقراء ولا من المحتاجين، وأموري -بحمد الله- متيسِّرة كثيرًا؟
الجواب

هذا الماء والتمر الموضوع في المسجد صدقةٌ مِن واضعه للمحتاج، فإذا احتجتَ إليه -ولو لم تكن من أهل الزكاة؛ لأنه ليس بزكاة إنما هو صدقة- فيحل لك أن تشرب من الماء وتأكل من التمر؛ لأنه ينطبق عليك وصف الذي وضعه في المسجد من باب الصدقة.

يبقى أنك إذا كنتَ من أهل البيت، فأهل البيت لا تحل لهم الصدقة، فإذا كان ما وُضع متحقِّق أنه صدقة؛ لأن بعض الناس يضع من غير قصد، ولا يقصد به أن يتصدق، وأما إذا وضعه صدقةً فأهل البيت لا تحل لهم الصدقة، على خلاف بين أهل العلم هل الممنوع تناوله وأخذه من أهل البيت من هذه الأموال: الزكاة المفروضة التي هي أوساخ الناس، أو يدخل فيها الصدقة المستحبة، والورع ألَّا يتناول مَن ينتسب إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- مِن ذلك شيئًا ألبتة، فإن هذه الأموال لا تَحلُّ لمحمد -صلى الله عليه وسلم- ولا لآل محمد، والله المستعان.