نصيحة حول الصدق في البيع والشراء وسائر المعاملات

السؤال
نود منكم نصيحة حول صدق الناس في بيعهم وشرائهم وتعاملاتهم، وأثر ذلك عليهم في سلامة صدروهم وبركة مكاسبهم؟
الجواب

في الصحيح عند البخاري وغيره عن حكيم بن حزام –رضي الله تعالى عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: «البيِّعان بالخيار ما لم يتفرَّقا، فإن صدقا وبيَّنا بُورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما مُحقتْ بركة بيعهما» [البخاري: 2079]، فعمومًا الصدق منجاة، والتدليس والكذب والغرر كلُّه ممحوق البركة، والصدق في البيع والشراء، والبيان والنُّصح لأخيه المسلم سواء كان بائعًا أو مشتريًا هذه من مسببات البركة، وقد بايع الصحابة -رضي الله عنهم- النبيَّ –صلى الله عليه وسلم- على النُّصح لكل مسلم، وفي قصة جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- في شرائه الفرس بثلاثمائة، ثم قال لصاحبه: "فرسك تستحق أكثر من ذلك"، فما زال يزيده حتى وصل الثمانمائة -رضي الله عنه وأرضاه- [يُنظر: المعجم الكبير للطبراني: 2395]، لماذا؟ لأنهم بايعوا النبي –عليه الصلاة والسلام- على النُّصح، وهذا من تمام النُّصح.

وإن كان عموم الناس لا سيما في وقتنا والأعصار المتأخرة يُؤثِرون هذه الغِرَّة من البائع أو من المشتري، فيشترون منه بثمنٍ بخس، أو يبيعون عليه بثمنٍ كبير، وليس هذا من النُّصح لأخيك المسلم، وما يُدريك أن الكسب اليسير قد يُبارك فيه، ويكون نفعه أكثر من أضعاف أضعافه من المكاسب الكبيرة، والعبرة بما يضعه الله –جلَّ وعلا- في البركة، وهذا مشاهدٌ في الواقع، فكثيرٌ من الناس دخولهم يسيرة قليلة، ولصدقهم وإخلاصهم وأداء ما وُكِل إليهم على الوجه المطلوب يُبارك لهم فيها، فيستفيدون من هذه الأموال أضعاف ما يستفيده مَن دخله أكثر بمرات؛ للخلل فيما وقر في قلوبهم من النُّصح وأداء العمل على المراد والمطلوب، والله أعلم.