الاستفادة من الكتب التي تلبَّس مؤلفوها ببدعة، وقيمة كتب ابن الجوزي

السؤال
هناك بعض الكتب المهمة لطالب العلم يستفيد منها في علوم القرآن، أو في أصول الفقه، ومؤلفوها ممن تلبَّسوا ببدعة، فهل تنصحون طالب العلم المبتدئ بقراءتها والاستفادة منها؟ وما رأيكم بكتب ابن الجوزي؟ وهل عقيدته سليمة؟
الجواب

إذا وُجد لعالمٍ لم يتلبَّس بشيء من البدع ما يُغني عن هذه الكتب في بابه فالعلم دين، وانظر عمَّن تأخذ دينك، وإذا لم يوجد في هذا الفن متنٌ يغني عن هذا المتن الذي تلبَّس مؤلفه ببدعة عُرف بها بين أهل العلم، ولم تُؤثِّر هذه البدعة في هذا المتن، فلا مانع من دراسة هذا المتن؛ لأنك تنظر في العلم ولا تنظر إلى قائله، فإذا وُجد مَن سلِم من وصمة الابتداع فلا شك أنه أولى من غيره؛ لأن الإنسان يأخذ هذا العلم، والعلم دين، فلينظر إلى أهل التحقيق والعقائد الصافية السليمة فيأخذ عنهم العلم، وإذا لم يوجد فيأخذ من هذه المتون ما لا بدعة فيه.

يقول: (وما رأيكم بكتب ابن الجوزي؟ وهل عقيدته سليمة؟)، تفسير ابن الجوزي (زاد المسير) جميل، يستفيد منه طالب العلم، وهو تفسير مختصر وجامع لتفاسير كثير من السلف، على طريق الاختصار، فتفسيره نافع، وغيره من كتبه أكثرها وعظية، فهو يُجيد الوعظ، ويُؤثِّر في ترقيق القلوب، ومع ذلك فيها بعض الأحاديث الموضوعة والواهية، فتُتَّقى هذه الأحاديث، ويستفاد من الأساليب التي تُؤثِّر، وهي بمنزلة السياط للقلوب. وأما بالنسبة لعقيدته فليست سليمة، فقد ابتُلي بشيء من التأويل.