نصيحة حول تربية الأولاد وقضاء وقت العطلة الصيفية

السؤال
ما نصيحتك للوالدين حول تربية الأولاد، وقضاء الوقت خلال العطلة الصيفية؟
الجواب

إذا استشعر الوالد الدعوة {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} [الإسراء: 24] أحسن تربية أولاده، فسبب هذه الدعوة التربية، فإذا لم توجد التربية على مراد الله ومراد رسوله -عليه الصلاة والسلام- ما نفعتْ هذه الدعوة؛ لأن هذه الدعوة مقرونة بسببها وهي التربية، فإذا لم يوجد السبب لم يوجد المُسبَّب، فمثلًا: إذا وُقِف على معلِّم، أو أُوصي لمعلِّم، فهل يتناول شخصًا لم يُعلِّم؟ وهذه الدعوة مقرونة بالتربية، فإذا لم توجد التربية فإن الأب لا يستحق هذه الدعوة {رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}، فعلى الأب والأم بذل السبب في تربية وتنشئة الناشئة من ذكور وإناث، تنشئة صالحة على مراد الله، وعلى كتابه، وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام-، وعلى الخير، والفضل، والعفاف، والديانة، والصيانة، وعليهم مع بذل السبب سؤال الله -جلَّ وعلا-، والدعاء، والإلحاح، بأن يُصلح هذه الناشئة وهذه الذريَّة.

وقد يقول قائل: (وجدنا من أهل العلم مَن بذل السبب وما أفلح، وما صَلح أولاده)، نقول: ما عليه إلا البلاغ، فإذا كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- ما عليه إلا البلاغ، فأتباعه كذلك، فالمطلوب بذل السبب، والنتائج بيد الله -جلَّ وعلا-، وكما في الحديث الصحيح «يَمُرُّ النبي ليس معه أحد» [البخاري: 5705]، فهل معنى هذا أنه قصَّر في دعوة قومه؟ ما قصَّر، بل بذل السبب، لكن النتيجة بيد الله، وليست له. وقال بعض المفتونين: (إن نوحًا -عليه السلام- فَشِل في دعوته)، لماذا؟ يقول: (أقرب الناس إليه زوجته وولده ما استفادوا منه، فكيف ينتفع منه الناس، وهو ما نفع عياله؟)! وهذا يُرمى به بعض أهل العلم الآن، وما يُدريك أنه بذل من الأسباب ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا، فهل سيذهب ينصح الناس ويدعوهم، ويترك فَلَذة كبده وزوجته أقرب الناس إليه؟ نسأل الله العافية، فبذل السبب هو المطلوب، وما عليه إلا البلاغ، والنتائج بيد الله.

أيضًا كلُّ مسلم مُطالب ممن يرى المنكر أن يُنكِر، وأن يبذل السبب، ويُغيِّر بقدر استطاعته، فإن تغيَّر المنكر فبها ونِعمتْ، وهذا هو المطلوب، وإن لم يتغيَّر فالأمر بيد الله.