الاستدلال بحديث: «صَرَخ به» على سُنِّيَّة المناداة بصوت مرتفع

السؤال
هل في حديث عِتبان من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صَرَخ به [مسلم: 343]، دليل على أن مناداة الشخص من الخارج بصوت مرتفع سُنَّة لا تُكره إلَّا عند مناداة النبي -صلى الله عليه وسلم-، أم أن السُّنَّة دق الباب؟
الجواب

 جاء عن الصحابة -رضوان الله عليهم- أنهم كانوا يطرقون بابه -عليه الصلاة والسلام- بالأظافير [الأدب المفرد: 1080 / ومعرفة علوم الحديث: ص19]، وعلى كل حال الرِّفق إذا أمكن وأدَّى الغرض؛ فلا يُعدَل عنه إلى غيره. 

وأما كونه -عليه الصلاة والسلام- رفع الصوت؛ فلعل عِتبان -رضي الله عنه- كما فقد بصره في آخر عمره، لعله أن يكون قد فقد شيئًا من سمعه، فيُحتاج في حاله إلى رفع صوت، وإلَّا فالأصل: {إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: 19]، فالمطلوب الرِّفق، وخفض الصوت، والنبي -عليه الصلاة والسلام- ليس بصخَّاب.

المقصود أن مثل هذا يُفعل بقدر الحاجة.