العقاب على الخواطر القلبية

السؤال
هل يعاقب المرء على الأعمال القلبية التي لم يتكلم بها، بل خطرت على قلبه ولم يعملها بجوارحه؟
الجواب

حديث النفس الذي يتردد فيها معفوٌّ عنه ما لم يتكلم أو يعمل، ومراتب القصد بيّنها أهل العلم التي هي: الخاطر، والهاجس، وحديث النفس، والهم، والعزم، خمس.

مراتب القصد خمس هاجس ذكروا

 

فخاطر فحديث النفس فاستمعا

يليه هم فعزم كلها رفعت

 

إلا الأخير ففيه الإثم قد وقعا

الأربع المراتب لا إثم فيها ما لم يتكلم أو يعمل، لكن العزم هذا لا شك أن فيه مؤاخذة وهو الذي يكون معه ما يقرب من العمل ويحرص على تنفيذه بحيث لا يبقى إلا العمل الذي فيه ضرر متعدٍّ، مثل ما جاء في الحديث: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» قالوا: هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصًا على قتل صاحبه» [البخاري: 31]، وقد يقول قائل: إن مؤاخذته ليست لمجرد عزمه المجرد عن العمل، فالعزم مقرون بالعمل؛ لأنه التقى مع أخيه المسلم بسيفه، فهذا عمل، فيؤيد قول من يقول: إن المراتب الخمس كلها ما لم يعمل أو يتكلم لا إثم فيها، وأما أهل العلم فيقررون أن العزم كما جاء في النظم عليه المؤاخذة وفيه الإثم.